إسبانيا شهدت 68 موجة حارة منذ 1975 وتوقعات بصيف أشد حراً
إسبانيا شهدت 68 موجة حارة منذ 1975 وتوقعات بصيف أشد حراً
أصبحت موجات الحر ظاهرة متكررة بشكل متزايد في إسبانيا، وكان صيف العام الماضي (2022) بمتوسط درجة حرارة 24 درجة هو الأشد حرارة منذ بداية السلسلة التاريخية عام 1961، وهو الذي سجل أكبر عدد من الأيام في موجات الحر، حيث بلغ مجموعها 41 يومًا، وفقًا لبيانات من وكالة الأرصاد الجوية الحكومية (Aemet).
وأشارت وكالة الأرصاد الجوية إلى أن هناك احتمالية بنسبة 60% أن تكون الأشهر من يوليو إلى سبتمبر 2023 أكثر دفئًا من المعتاد في شبه الجزيرة الأيبيرية، ورفع هذا الاحتمال إلى 70% في جزر الكناري وجزر البليار، وفقا لصحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.
وتوقعت الوكالة أن التحذير الخاص الأول لموجة الحر هذا الصيف كان بين 25 و28 يونيو وركز على جنوب غرب شبه الجزيرة، ومع ذلك تشير الوكالة إلى أن حلقة درجات الحرارة القصوى لم تُلبِ أخيرًا المتطلبات التي حددتها وكالة الدولة لاعتبارها موجة حر.
وفقا لوكالة الأرصاد الجوية فإنه في تقرير عن حالة المناخ في إسبانيا، فإن موجة الحر ذات الامتداد الجغرافي الأكبر والشدة في السلسلة التاريخية - والثانية الأطول - حدثت في الصيف الماضي، بين 9 و26 يوليو 2022، واستمرت الموجة الحارة الثانية في صيف عام 2022 لمدة 18 يومًا، وضربت 44 مقاطعة وقدمت درجة حرارة شاذة بلغت 4.5 درجة مئوية.
وبدأت الموجة الحارة الثالثة في صيف عام 2022 بعد ثلاثة أيام فقط واستمرت 16 يوما مرة أخرى، ما يجعلها ثالث أطول موجة مسجلة في إسبانيا منذ عام 1975، وفقًا لتقرير ايميت، في نهاية الموسم، تعرضت جميع مقاطعات إسبانيا باستثناء بونتيفيدرا لموجة حرارة واحدة على الأقل.
وقال رئيس قسم علوم البيانات في مؤسسة أبحاث المناخ (FIC) دومينيك روي، إن فترات الحرارة الشديدة في صيف عام 2022 هي معاينة "لما يُتوقع حدوثه، في آخر المطاف، في منتصف القرن، وسيكون هو الوضع الطبيعي الجديد لعقود قادمة.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40 % في عدد الكوارث بحلول عام 2030.